عندما يغار الطفل من أخيـه
الغيرة عند الأطفال إحدى أهم المشكلات التي يصادفها الأهل، وقد تعكر صفو حياة الأسرة، إنها إحدى المظاهر
الطبيعية التي نعاهدها عند الأطفال، وتظهر واضحة عندما يولد طفل جديد في الأسرة، حيث إن هذا الضيف
يستأثر غالباً باهتمام الوالدين، مما يشعر الطفل الكبير بأنه فقد اهتمام والديه به، ولم يعودوا يمنحانه الحب
والحنان السابقين، فيضطر إلى لفت نظر الأهل عن طريق القيام ببعض الأفعال مثل عادة مص الأصابع، عسى
أن يهتم أبواه به من جديد، وكلما حاول الأبوان أن يثنيا الطفل عن هذه العادة لم يفلحا في ذلك، بل ازدادت شدةً
وسوءًا.
ومن مظاهر محاولات الطفل لإثارة انتباه الوالدين تبول الطفل في فراشه وبخاصة ليلاً، وتزداد طلبات الطفل
عندما تريد أمه أن ترضع أخاه الصغير، أو تهتم به، فتارة يريد أن يتناول الطعام، وتارة يريد أن يذهب للحمام
وهكذا.
وقد يرفض تناول الطعام وينزوي في إحدى زوايا المنزل، وقد يبكي أو يبدو حزيناً، أو يعود إلى سلوكه الطفولي.
وقد يعبر الطفل عن الغيرة برفضه للمولود الجديد أو يضربه، ولذا يجب الحذر من ترك المولود وحيداً مع أخيه
في مثل هذه الحالات.
وهناك حالات يغار فيها الطفل الصغير من الكبير، وهنا تكون للغيرة ناحية إيجابية إذ يحاول الصغير أن يتعلم
من أخيه الأكبر.
وهذا النوع من الغيرة يمكن أن ننميه، ونساعد على تكوينه عند الأطفال، ولابد من الإشارة إلى أن الغيرة تكون
أوضح عند العائلات الصغيرة، أما عندما يزداد أفراد العائلة فإن الغيرة تصبح أقل، وعلى سبيل المثال عند وجود
الجدة في العائلة، فإن الجدة قد تهتم بالطفل الأكبر وتعوضه عن حنان الوالدين، وقد يلعب الطفل مع باقي إخوته،
فيستغني إلى حد ما عن حنان الوالدين، ويجب ألا ننسى أنه لا يجوز تفضيل المولود الجديد أو تفضيل الذكر على
الأنثى في المعاملة، أو طفل على آخر.
وخلال فترة الحمل يمكن أن نشرح للطفل قرب قدوم مولود أخـاً له، وأن عليه أن يحبه ويساعده عندما يأتي إلى
هذه الحياة، وهكذا يمكن أن تكون عند الطفل فكرة واضحة عن أخيه القادم بحيث تنتفي الغيرة التي قد تكون
مؤذية لكل أفراد العائلة.